تحتَ سماءٍ تهمسُ نجومُها بحكاياتِ الماضي، أبحرَ مسافرٌ في البحرِ العظيمِ، بحثاً عن سيدةِ الأساطيرِ. إنّها حارسةُ المعاني وحاميةُ الأعماقِ، تَحدّت كُلَّ مَن سعى وراءَ حِكمتِها بأُحجيةٍ وحيدةِ؛ "شيءٌ يروي العطشَ، يرسمُ حدودَ الشواطئِ، ويعكسُ زُرقةَ السماءِ، لكنّهُ يحملُ الحكاياتِ حولَ العالمِ."

كانَ للمسافرِ بصيرةٌ ألهمَتهُ الجوابَ فصرخَ: "القِصصُ." فمثلُ الماءِ هي خالدةٌ، متغيّرةٌ، عاكسةٌ، وتربطُنا رغمَ بُعدِ المسافاتِ.

بنظرتِها العميقةِ عُمقَ المحيطاتِ، وصوتِها الذي أثارَ تياراتِ البحارِ، قالت سيّدةُ الأساطيرِ: "سعيدةٌ بلقائِكَ أيُّها الرّاوي. اسمَحْ لي أن أكونَ مصدرَ إلهامِكَ، ودليلَكَ لتُبحرَ في المحيطاتِ اللامتناهيةِ للخيالِ."

في قلبِ واحةٍ مسحورةٍ، تحدّثَ التوأمُ راوي القصصِ، وقد تطايرَ ريشُهُما وسطَ النسماتِ اللطيفةِ: "مِنَ المُؤكّدِ أنَّ الماضيَ يحملُ أفضلَ الحكاياتِ." قالَ الأكبرُ سِنّاً وقد أنبأَت خشخشةُ أوراقِ الشجرِ مِن حولِهِ بالسّخطِ.

"طبعاً لا! لأنَّ المستقبلَ هوَ أيضاً مكانٌ تزدهرُ فيهِ القصصُ الحقيقيةُ." صرخَ الشابُّ، بينما رفرفَتْ حكاياتُ الغدِ كأوراقِ الغافِ الجميلةِ.

تحدّثا طويلاً مُحاوِلَين العُثورَ على الإجابةِ. ويُقالُ أنَّهُ إلى يومِنا هذا لا يزالُ السؤالُ يشغلُهُما، فلا يتوقّفانِ عن سؤالِ المارّةِ: "أينَ نجدُ أفضلَ الحكاياتِ؟"

بينَ همساتِ الرِّمالِ، وجدَ صبيٌّ طريقَهُ إلى واحةٍ يحرسُها ناسجُ الريح الكبيرُ، الذي استقبلَ الصبيَّ بسؤالٍ: "ما هو الكنزُ الذي حين نتشاركُهُ يكبُرُ؟" فأشرقَت عَينا الصبيِّ وأجابَ: "الكتابُ."

حفَّ ناسجُ الريحِ جناحَيهِ برفقٍ وتنحّى جانباً، داعياً الصبيَّ إلى عالمِ الحكاياتِ، حيثُ تنمو القصصُ الخالدةُ وتنبضُ بالحياةِ.